روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | أين كلامنا.. بعد الزواج؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > أين كلامنا.. بعد الزواج؟


  أين كلامنا.. بعد الزواج؟
     عدد مرات المشاهدة: 2244        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. انا متزوجه منذ شهر تقريبا وتزوجت زوجي عن حب دام سنتين ولكن ماحدث لنا بعد الزواج اننا عندما نكون سويافي البيت لانتكلم معا الا نادرا ويغلب علينا الصمت

اشعر انه لايوجد بيننا اي نقاشات وحوارات الا نادرا جدا ولكن عندما يخرج يكثر كلامنا في الهاتف لا اعرف ماهو السبب بالرغم من اننا كنا قبل الزواج نتحدث سويا لساعات طويله ولا نمل من الحديث معا

ولكن لااعرف لماذا عندما جمعنا بيت واحد أصبحنا لانتكلم الا نادرا اخشى من ان هذا الموضوع يكبر بيننا وتصبح حياتنا مملة وتسبب في حدوث فجوه بيني وبين زوجي لاني احبه كثيرا وهو يحبني كثيرا ايضا ولا اريد ان يحدث بيننا شي بعد ذلك لا سمح الله.

أرجوكم افيدوني ماالعمل وكيف نعود كما كنا سابقا.

مع العلم اني انسانه مرحه جدا وهو كذلك ولكن لا اعرف لماذا يصيبنا صمت رهيب حينما نكون في البيت سويا

أشكر لك أخيتي ثقتك بموقع المستشار والقائمين عليه، وأسأل الله تعالى أن يهدينا وأن يسددنا لكل خير.

وأحمد الله تعالى على أن انتهت قصة حبكما بالزواج فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لم ير للمتحابين مثل النكاح) رواه ابن ماجة وصححه الألباني، فالزواج دليل صدق العلاقة بينكما وجديتها.

كما وأشكر لك وعيك بما تمرين به من مشكلة وذلك في وقت مبكر من علاقتكما الزوجية، فالله تعالى يقول في معرض حديثه سبحانه عن مقومات بقاء الزواج (ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) سورة الروم (21)

فبالمودة، والرحمة، والسكن، تدوم العشرة غير أنه وفي ظل غياب الحوار وحضور الصمت تنعدم كل مقومات البقاء فالصمت داء فتاك يهدم الحياة الزوجية ويقوض كيانها والغفلة عن علاجه يؤدي إلى جفاف عاطفي وتباعد وجداني وتنامي الشعور بالإحباط والملل فهو طلاق روحي ومرض يعاني منه العديد من النساء.

ويطيب لي أن أضع بين يديك أخيتي 4 مقدمات:

1)قال تعالى (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) سورة الشورى (30)

فلتعلمي أخيتي أنكما تجنيان ذنب تلك السنتين من الحب!! فمن الذي أجاز لشاب وفتاة أن يتحادثا طيلة هذه المدة بدون مبرر شرعي؟؟

أليس الله تعالى يقول لك ((فلا تخضعن بالقول)) سورة الأحزاب (32)وكل ظني أن حديثكما كان بعيدا عن الأنظار وخلف الكواليس فأين غاب عن أذهانكما قول النبي صلى الله عليه وسلم حينما سأله النواس بن سمعان رضي الله عنه عن البر والإثم؟

فقال صلى الله عليه وسلم ((البر حسن الخلق. والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس)) رواه مسلم.

فإن قلت أخيتي أننا كنا متفقين على الزواج؟ فسأقول أليس من الأولى أن يتقدم لك فورا ويطلبك من أهلك أليس الله تعالى يقول (وأتوا البيوت من أبوابها) سورة البقرة (189).

اعلم أنني ربما أكون قد قسوت قليلا عليك ولكني أحببت أن أضع هذه الصورة بين يديك وعفا الله عما سلف فليس من الصواب لومك على أمر قد انتهى وزمان ولى وانقضى غير أني أحببت أن أذكرك بهذا إذ لربما كان زوجك يشعر في قرارة نفسه باللوم والندم على تلك التجربة وهو ما قد يكون مدعاة لصمته!!

ولذا فإن شعرت أخيتي بأن زوجك نادما عليها ويعتبرها غلطة فلا داعي لتذكيره بها.

وأسال الله أن يكون زواجكما تكفير لهذا الذنب ففي الحديث (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)

رواه أبوداود وحسنه الألباني.

2)ما أجمل الرضا بالقضاء فلا تأسي أخيتي على ما أصابكما من هذا الصمت وتذكري قول الله تعالى ((وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)) سورة النساء (19) فلا تدري فلعل في ذلك خيرة لكما وتذكري حديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: ((ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)) متفق عليه.

3)أوصيك أخيتي بلزوم تقوى الله تعالى بالمحافظة على الصلاة وصيام النوافل والإكثار من القربات والصدقات فالله تعالى يقول ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا)) سورة الطلاق (2).

وعليك بكثرة الاستغفار ففي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) رواه أبوداود وصححه ابن باز رحمه الله.

4)تضرعي أخيتي لله بالدعاء في صلاتك وتحري أوقات الإجابة ومواطنها بعد الأذان وفي السجود وفي ثلث الليل الأخير وقبيل غروب شمس يوم الجمعة، بأن يغفر الله لكما وأن يؤلف بين قلبيكما وأكثري في دعائك من قول (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال).

ففي البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة فقال (يا أبا أمامة ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة) قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله قال: (أفلا أعلمك كلاما إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك).

قال قلت: بلى يا رسول الله قال: (قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال) قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني، فهذه أسلحة تكفير الخطايا وتفريج الهموم والكروب.

5)للصمت أخيتي مرحلتان يمر بهما:

فهو يبدأ بصمت (مؤقت) ذو الفترة المحدودة غير أنه وفي ظل الغفلة عن علاجه وتداركه يكبر ليصبح صمتا (دائما) وربما كانت نهايته بالطلاق والانفصال فليس بعد الطلاق الروحي وفقدان التواصل إلا شلل الحياة وموتها تدريجيا.

لذا أدعوك أخيتي لأن تبذلي كل ما في وسعك لتفادي استمرار الصمت في حياتكما بحكمة وتأن وفطنة فأنت في مرحلة حرجة كيف لا وقد أصابكما هذا الداء في أمتع أوقات لحظات الود والصفاء بينكما (في شهرها الأول) والذي كان جديرا بأن تكون أيامه رائعة وساعاته هانئة فأنتما في رباط حميمي (الزواج) يفوق كل رباط (العلاقات التافهة).

ألا تتفقي معي أخيتي بأن لحظات التعارف والبوح بمكنون النفس وإظهار المشاعر الدفاقة من الحب والغزل لهي من أمتع اللحظات لدى كل عروسين.

6)من وجهة نظري: أن ما حدث بينكما من فتور سريع في علاقتكما وفي مهد نشأتها كان له ما يبرره، فقد نفذ مخزون الحديث بينكما طيلة فترة حبكما السابقة، وكأني بكما قد قلتما الكثير والكثير.

وتحدثتما عن مشاعركما بما فيه الكفاية وقطعتما شوطا من التعارف والانسجام والتفاهم حينها أقول ماذا أبقيتما لشهوركما الأولى بعد الزواج؟؟ وهذه من سلبيات تلك العلاقات التي تسبق الزواج.

ولذا سيغلب عليكما الصمت فترة من الزمن، وسيأخذ حديثكما منحى الأمور الجادة والمتعلقة بمستقبلكما وحياتكما الأسرية وقد يستمر صمتكما متى غفلتما عن علاجه.

والذي يظهر لي أنكما وحين جاءت لحظات زفافكما قد رأيتما الأجواء مهيأة فلا حواجز ولا عقبات من الخجل والخوف بينكما فالأبواب مفتوحة، والحواجز قد تحطمت وبدون مقدمات وبأقل التبعات ولجتم حياة الاستقرار بالزواج، فمن الطبيعي حينها أن يتغير نمط الكلام والحوار.

7)إياك أخيتي الغالية والتغني بالماضي لمحاكمة الحاضر ومقارنة الماضي بما تعشيانه في الوضع الراهن فلكل زمن ظروفه ومتطلباته فالحب بينهما مختلف!!

فذاك حب لم يأخذ مساره الصحيح بل كان مجرد علاقة عابرة خلف الكواليس في ظل غفلة الرقيب وتزيين الشيطان الرجيم، لقد كان حبا سيطرت العاطفة على كل معاني التعقل، فمن الطبيعي أخيتي أن يكون هنالك فرق بين تلك الفترتين فلقد كان حبكما طيلة السنتين خاليا من التكاليف بل وكثرت فيه الوعود الكاذبة والمثاليات الحالمة!!

ولذا كان فتور العلاقة بينكما وقلة الشوق أمرا متوقعا بعد زواجكما فقد أصبحتما تعيشان معا وتحت سقف واحد وفي المثل الشعبي ((كثرة المساس يقلل الإحساس)).

فمن الخطأ أن نظن أن مرحلة الحب في صورته الأولى لابد أن تستمر!!

فظروف الأمس ليس هي ذاتها ظروف اليوم فقد كانت علاقتكما قائمة على (الحب) فقط وأما الآن فقد تغيرت حالتكما فأصبحتما (زوجين) وما يجمع بينكما من المودة وتكوين الأسرة ما يفوق الحب بمراحل.

تذكري أخيتي أن زوجك وبعد إسدال الستار عن قصة حبكما قد غادر بيت أهله، وهام شوقا إليك غير أنه وبالأمس القريب كان يرى فيك الحبيبة والعشيقة غير أنه اليوم لا يريد منك هذا فحسب بل يريد أن تقومي بأربعة أدوار:

1)دور (الأم) التي فقدها: في رعايتك وعطائك وسعة صدرك وسهرك بجواره ولهفتك عليه عند غيابه وتفقد أحواله.

2)ودور (الحبيبة) التي عشقها وأحبها: تلك الفتاة العاشقة اللعوب التي تسرق قلبه بقوامها وجمالها وعطرها وأنوثتها إنه يريد منك أن تذوبي بين يديه عشقا وشوقا وهياما.

3)ودور (الصديقة): التي يبث لها همومه فتصغي إليه ويستشيرها في أموره وتحفظ سره وتستر عيبه وإن تكلم أحسنت الاستماع إليه، لا أن تكثر الشكوى والثرثرة بين يديه.

4)ودور (الخادمة): التي تعد طعامه وتعتني بملابسه ويرى لمساتها في جنبات منزله.

أرأيت أخيتي كم هو الفرق بين تلك السنتين وبين الحياة الزوجية والمسؤولية؟؟

واسمحي أخيتي بعد هذه المقدمة أن أضع بين يديك هذه الوقفات والتي أحسب أنها ستمخر بك عباب لجة البحر لتصل بك إلى شاطئه بعد حول الله وتوفيقه:

الوقفة الأولى:

الزمي الصبر أخيتي وقفي بجانب زوجك بلا تضجر أو تأفف والزمي حسن التبعل له وهو ما سيكون كفيلا بحول الله لنمو (الحب الحقيقي) بينكما على مر الأيام وذلك بحسن العشرة وطيب المعاملة فلا تتسرعي أخيتي بالحكم على حياتكما بهذه السرعة فالزمن علاج كثير من المشكلات حينها وحين ينمو الحب الحقيقي بينكما فلن يكون لـ (حبكما الخيالي).

مكانا بل سيغادر بلا رجعة، ولكن ذلك مقرون بالصبر فكلما ازدادت العشرة والصحبة والمودة وحسن التفاهم والمعاملة الطيبة بينكما نما ذلكم الحب فلم يعد الكلام والغزل كافيا لكما!! فقد سمعتما منه الكثير فأنتما بحاجة لإثبات حبكما بالمواقف.

ويبقى دورك أخيتي فأنت تستطيعين أن تضعي قلب زوجك بين يديك بطيب أخلاقك ورومانسيتك وصبرك وحكمتك ولمستك الحانية والقيام بحقوقه والسمع والطاعة له فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل له: ادخلي من أبواب الجنة شئت) رواه أحمد وغيره وحسنه الألباني.

الوقفة الثانية: مع مشكلة الصمت بينكما وتأملي معي ما يلي:

1 / أذكرك أخيتي بأن الصمت منه ما هو (طبيعي) فلا تستغربي أخيتي صمت زوجك في بعض الأوقات إذ أن الرجل يختلف عن المرأة في وظائفه العقلية فمن هذه الفروق:

oأن الرجال يميلون للصمت أكثر من النساء ويرون فيه متنفسا ولا أعنى هنا الصمت المرضي.

oالكلام عند الرجال أقل منه عند النساء فلا ينبغي للزوجة أن تظن مجرد صمت زوجها يحمل في طياته عدم رغبته للحديث معها أو مؤشر عدم حبه لها فالأمر بخلاف ذلك.

oالمرأة يسهل عليها التعبير عن مشاعرها بخلاف الرجل فهو يعبر عن مشاعره بالعمل والإنجاز وبطرق مختلفة عن الكلام ولذا لا تغفلي دوره واشكريه على ما يقدمه من جهد في عمله أو منزله وانظري إلى ما لديه من إيجابيات.

oأثبتت الدراسات أن المرأة تتكلم أكثر من الرجل وهذا ليس عيبا فيها لأنها فطرة من الله الحكيم غير أن الرجل يعد ذلك ثرثرة وينظر للمرأة على أنها مزعجة وتتحدث في كل وقت ولا تعرف متى تتحدث ولا كيف تتحدث لذا ما أسرع ما يمل من حديثها ولا يحسن الإنصات.

oلتعلمي أخيتي أن الصمت عرض يصيب الرجال أكثر من النساء لأن النساء بطبيعتهن يصعب عليهن التوقف عن الكلام.

oمن طبيعة الزوج أنه حينما تعترضه مشكلات أو ضغوط أو هموم أو أزمات مادية في حياته فإنه غالبا ما يلجأ للصمت واعتزال الكلام مؤثرا الراحة والهدوء من أجل لم شتات النفس وإعادة التفكير من جديد ولذا فدورك بألا تتضجري وألا تقطعي عليه صمته وأن تشاركيه همومه متى طلب ذلك منك.

2 / كثير من الأزواج حينما تعتريهم مشكلة الصمت في حياتهم فإنهم يسعون بكل ما لديهم للتغلب عليها باللوم والتأنيب والشكوى وليس هذا من الحكمة والصواب بل إنه ينبغي أن يكون تركيزنا على مسببات الصمت فليس هناك مايمنع أي أحد من الكلام إلا أن يكون به مرض عضوي أو نفسي.

غير أن زوجك والحمد لله لا يعاني من ذلك فهاهو يتحدث معك ومع غيرك في الهاتف، وإنني أضع بين يديك أخيتي جملة من الأسباب والتي لربما كانت سببا في امتناع زوجك على الكلام ومنها:

1) اختباره لك:

من أجل إثبات صدقك وإخلاصك له فقد سمع زوجك الكثير منك عن حبه، وهاهو الآن يريد ترجمة ما سمعه بالأفعال من أجل الظفر منه بما يدل على إخلاصك له وعدم تكرار التجربة مع غيره أو خيانته ولذا أوصيك أخيتي بلزوم الحشمة والعفة والبعد عن مواطن الريبة، والحرص على الوضوح والصراحة والثبات على الحب مهما كانت ظروف صمته!!

ولتعلمي أنه متى وثق زوجك من إخلاصك له حينها سيبتعد عن مخيلته هاجس الشك فيك فسينطلق بحول الله تعالى للحديث معك لأنه سيعلم حينها صدقك وعفتك فلا تغفلي هذا الجانب فهو من الأهمية بمكان!!

2)تفاوت واختلاف مستوى الثقافة بينكما: ولذا أوصيك أخيتي بكثرة الاطلاع والقراءة وتنمية الذات فيما يتعلق بالحياة الزوجية ومشاركة زوجك في ذلك بحضور دورات أو محاضرات أو غيرها.

ومن أروع أن تقرأ سويا كتاب: أسعد زوجين في العالم لـ (عبد الرحمن بن عطا الله المحمدي) وغيره من الكتب والشرطة والبرامج التي تنمي ثقافة الزوجين على حد سواء.

3)كثرة الإلحاح والشكوى منك له ومن صمته: وذلك سعيا منك لجره للحديث وقطع صمته المميت لئلا تتسببي في نفرته.

4)ومن أهم الأسباب من وجهة نظري تشبع الزوج: بكلمات الغزل والعشق فلم يعد لها معنى في نفسه!!

لذا أقول رويدك أخيتي فليس الكلام وحده الكفيل بزراعة الحب، فالزوجة الفطنة هي من تتفنن في التعبير عن حبها لزوجها وبطرق شتى برسالة أو وردة أو سهرة أو حفلة أو جلسة عشاء أو في سفر أو هدية أو... مما يعطي الحب رونقا وجمالا.

ومن مسببات التشبع أيضا كثرة حديثكما على الهاتف عند خروجه من المنزل لذا قللي من الحديث هاتفيا معه عند خروجه لتجدي ما تقولينه حين يعود إلا لحاجة، فامنحي زوجك فرصة الشوق إليك وفي الأثر((زر غبا تزدد حبا)).

ولا يعني قولنا ذلك أن تتخلى الزوجة عن كلمات الغزل والعشق لتصل إلى مرحلة من الجفاف العاطفي، كلا بل المقصود جعلها متنوعة الأشكال والطرائق و في أوقات متناسبة ومتفاوتة ليكون للحديث والغزل قيمته.

5)الروتين والرتابة:

مما يقتل الحوار فمن الحكمة التنويع في أساليب الكلام والحوار وطريقة الحياة مما يجدد علاقتكما ويقضي على الملل والسآمة ويمنح حياتكما الحيوية ومن ذلك تجديد أثاث المنزل أو ديكور غرفة النوم وتجديد أماكن التنزه والسفر وتنويع المطاعم وأن تتفنن الزوجة في تجديد لباسها وطعامها وطريقة التعبير عن حبها.

6)كثرة طلبات الزوجة أو ملاحظاتها أو نقدها لزوجها: مما يشعر الزوج بأن زوجته تسعى للتحقيق معه ومعرفة كل شيء في حياته!!

مما يجعله يلوذ بالصمت تفاديا لهذا النوع الممل من الكلام و لشعوره بضرورة الحفاظ على خصوصيته، فحينما يشعر الزوج بأنه في حالة استجواب دائم من زوجته فسيرى حتما بأن الصمت خير من شعوره بالاتهام دائما حينما يتحدث ولذا فمن الصواب أن تمنح الزوجة لزوجها الخصوصية بأن تبتعد عن سؤال ما لا يعنيها...

وأن تقلل من اللوم والنقد له وأن تمنحه الثقة بالإكثار من استشارته والثناء عليه لئلا يبحث الزوج عن بديلا خارجيا يستمع إليه من أصحاب أو... ولا يعني ذك ألا تفصح عن رأيهاله ولكن يكون ذلك بطريق المشاورة (ما رأيك في كذا؟) وهذا ما سيمنحه الثقة.

ولتعلمي أخيتي أن للزوج حاجتان مستمرتان متعاقبتان: حاجته للحب وحاجته للشعور بالخصوصية فمتى شعرت من زوجك بأنه يطلب منك عدم التدخل في شؤونه فامنحيه ذلك بذكاء وفطنة بل من الحكمة أن تبقي الزوجة لزوجها شيئا من الخصوصية ليشعر برجولته وثقته بنفسه، وقفي معه أخيتي عندما تعتريه هذه المرحلة لأنه سيعود بعدها حتما لحاجته الأولى وهي بحثه عن الحب منك له.

7)طريقة الزوجة في إدارة دفة الحديث مع زوجها ربما لا تتيح له الحديث وبطلاقة: فاستخدام الزوجة للأسئلة المغلقة والتي إجابتها مختصرة بـ (نعم) أو (لا) قد لا تتيح له الحديث وبكل حرية فحينما تسأل الزوجة زوجها: هل نمت جيدا ليلة البارحة؟ حتما سيأتي الجواب منه بـ (نعم) أو (لا)،

ولكن الزوجة الفطنة هي من تستخدم الأسئلة المفتوحة والتي تعطى مجالا خصباللجواب والرد كأن تسأله: كيف قضيت يوم عملك؟

ولا أعني أن تقدم الزوجة لزوجها أسئلة لا قيمة لها مما يشعره بأن زوجته تسعى للثرثرة فحسب.

8)عدم اختيار الوقت المناسب للحوار: فحينما يكون الزوج متعبا أو مرهقا أو مهموما فليس من الصواب إرغامه على الحديث ولذا كان من المهم العناية باختيار الوقت المناسب.

9)عدم إغلاق ملفات خلاف سابقة بين الزوجين بوضع حلول لها قد يكون سببالصمت أحدهما:

مما يشعر الزوج بأن الحديث مع زوجته عديم الفائدة ولا يؤدي إلى نتيجة ولذا فمن الحكمة المصارحة ووأد كل مشكلة في حينها بوضع حلول مقنعة لها حتى لا يبقى في النفس منها شيئا.

10)للحديث أخيتي فنونه وآدابه فلعلكما لا تحسنان ذلك فتعلما كيف تتحدثان بلا مقاطعة وتعلمي أخيتي كيف تتهيئي لزوجك للكلام.

11)الجفاء في الحوار: فإن أردت أخيتي أن ينطلق لسان زوجك فاجلسي بجواره واقتربي منه حتى تلامسيه وانظري إلى عينيه، وضعي يدك في يده أو على كتفه.

12)عدم وجود اهتمامات مشتركة بين الزوجين: لذا أوصيك أخيتي بأن تجعلي بينك وبين زوجك اهتمامات مشتركة بأن تشاركيه في بعض اهتماماته كالقراءة أو حفظ آيات من القرآن أو حضور برنامج ما أو كفالة يتيم أو صدقة أو قيام ليل مع بعضكما فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء) رواه أحمد وأبو داود وصححه النووي وأحمد شاكر.

أو اجعليه يشاركك في بعض اهتماماتك المنزلية أو الشخصية من طبخ وتنظيف مع مراعاة ظروفه ومدى تقبله أسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم.

فعن عروة عن عائشة رضي الله عنها قلت لها ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته قالت: كان يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته) رواه البخاري في الأدب وصححه الألباني.

أو غير ذلك من المجالات وهذا أمر مهم فمتى ما وجدت الاهتمامات المشتركة سيبقى الزوجان على تواصل وارتباط يومي ولو لم يتحدثا إلا القليل.

13)إفشاء الأسرار الزوجية فحينما يشعر الزوج بأن زوجته تفشي سره وتنقل أسراره خارج نطاق البيت فسيمتنع عن الكلام حفاظا على خصوصية بيته ولعدم ثقته في زوجته.

أسأل الله جلت قدرته أن ينعم عليك أخيتي بالطمأنينة والسكينة وأن يصلح لك زوجك وأن يعينكما على وضع لبنة مباركة لأسرة سعيدة تنعم بالاستقرار والطمأنينة.

الكاتب: أ. خالد عبد اللطيف المزهر

المصدر: موقع المستشار